الرياضة التجميلية



الدكتورة الصيدلانية نجلاء حسن

الرياضة التجميلية (بالإنجليزية : Calisthenics) أو رياضة وزن الجسم هي مجموعة من تمارين المقاومة التي تستخدم وزن الجسم نفسه والجاذبية الأرضية وأقل قدر ممكن من الأجهزة الرياضية ولا تستخدم أوزاناً للرفع ، وذلك لمساعدة المتدرب في السيطرة على جسده، والتحكم بعضلاته ، وتحفيز العضلات وخاصة الحركية منها لإكسابها القوة ، والتناسق ، والرشاقة اللازمة .





وتعتمد تدريبات الرياضة التجميلية على تحقيق التوازن بين القدرة العضلية ومرونتها ، والكفاءة العقلية لتحفيز الجسم للوصول إلى الحد الأقصى من اللياقة البدنية .



أصل الاسم


الرياضة التجميلية أو كاليسيثينكس ، هي كلمة يونانية مكونة من شقين : 

كالوس، وتعنى الجمال ، ويوستينوس ، وتعني القوة ، ومن هنا جاء أسم الرياضة التجميلية لما لها من أثر على جمال نحت الجسم وقوة العضلات .




أمثلة على تمارين الرياضة التجميلية


هل رأيت علماً بشريا من قبل؟ أو شخصاً متدلياً من عمود حديدي أو غصن شجرة؟ هل لفت نظرك أحدهم واقفاً على إحدى يديه؟




لا تتعجب ، فجميع هؤلاء يمارسون الرياضة التجميلية ، ومن أبرز تدريباتها : 

تمرين الضغط ، و تمرين رفع الجسم حتى مستوى الأكتاف ، وتمرين رفع الجسم حتى مستوى الذقن ، وتمرين القرفصاء ، وتمارين تقوية عضلات البطن ، والظهر، والأكتاف ، والصدر، وغيرها الكثير، حيث تستهدف تمارين الرياضة التجميلية كل عضلات الجسم تقريباً .




فوائد ومميزات تمارين الرياضة التجميلية


تتضمن تمارين الرياضة التجميلية مجموعةً من الفوائد والمميزات ، نورد تالياً بعضاً منها :




بناء الكتلة العضلية وذلك دون رفع أوزان ، حيث تستهدف مجاميع عضلية مختلفة في الجسم في نفس الوقت . 

يستثنى من ذلك لاعبو كمال الأجسام حيث لا تعطينا الرياضة التجميلية الحجم الهائل للعضلات الذي يرغبون به .


زيادة قوة الجسم وقدرته على الاحتمال ، حيث يتحتم على المتدرب تكرار التمرينات مراراً حتى يتعب ثم يريح عضلاته طوال الليل ليعيد الكرة اليوم التالي ولكنه يستغرق وقتاً أطول ليشعر بالإجهاد ، وهكذا يكون قد طور قدرة عضلاته على الاحتمال بما فى ذلك عضلات جهازه الدوري .


عدم حاجة المتدرب إلى أجهزة او معدات خاصة أو حتى أماكن مخصصة للتمرين كالملاعب ، فكل ما يحتاجه هو وزن جسمه نفسه وأي أدوات متوفرة حوله فى المنزل ، لذا لا يضطر المتدرب إلى إلغاء التمرين بسبب بعد المسافة بينه وبين صالة الرياضة أو قلة النقود ، فلا قيود تعوقه عن بناء جسده ، بالإمكان التدرب في أي مكان وأي وقت.


المساعدة على تخفيف الوزن ، حيث ترفع تمارين الرياضة التجميلية من معدل الحرق حتى بأوقات الراحة كما تزيد من ضربات القلب وسرعة التنفس لما فيها من تمرينات هوائية. لا داع للإلتزام بروتين غذائي صارم ، وإنما يلزم فقط المداومة على بعض التدريبات لتقليل الوزن باعتدال .





سرعة الشفاء من الإصابات التى يمكن أن تنجم عن ممارستها مقارنة بأنواع التمرينات الأخرى التي تعتمد على رفع الأوزان ، فالمتدرب يختار التمارين المناسبة له ، ويحدد درجة صعوبتها، ويريح جسده بالوقت المناسب ، وأثناء الليل تتعافى العضلات لتبدأ بالاستجابة للتمارين مرةً أخرى .


زيادة مرونة الجسم ، إذ من الضروري البدء بتمارين الاستطالة قبل التدريب وبعده أيضاً .


سهولة ممارستها من قبل المبتدئين ، ويمكن للمتدرب تطويرها بما يلائمه ، فعلى سبيل المثال : 

يمكنه زيادة صعوبة تمرين الضغط بأدائه بيد واحدة أو زيادة العدات ، وهكذا في أي تمرين آخر .

تطوير التواصل بين الجسم والعقل ليعملا بتناغم سوياً وبنفس الكفاءة لتحقيق القوة ، والرشاقة ، والمرونة ، والسرعة اللازمة .


تمكين الشخص الذي يمارسها من الاستمتاع والإبداع ، حيث يستطيع المتدرب تنفيذ تمرينات مختلفة بأوضاع وتكرارات متنوعة تبعاً لمكان تواجده مستخدما ما حوله من البيئة سواء بالمنزل ، أو المنتزه ، أو الساحة .


الأبحاث العلمية والرياضة التجميلية


أشارت كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد إلى أن تدريبات الرياضة التجميلية :




تساعد على حرق سعرات حرارية أكثر من التمارين المنشطة للقلب حيث أنها تستهدف عدداً أكبر من المجموعات العضلية لأداء هذه التدريبات .

تزيد من الثقة بالنفس والاعتداد بها .

لا تشكل ضغطاً كبيراً على المفاصل مقارنة برفع الأوزان ، بل بالعكس تزيد من ليونتها .


تجعل جسم الممارس يتمتع بالتناسق العضلي الطبيعي الشكل ، لأن كل العضلات شاركت بالتدريب .


تضاعف من سعة استيعاب الجسم للاكسجين للحد الأقصى وبالتالي تسهم في خفض ضغط الدم وترفع معدل إفراز الاندورفينات (هرمونات السعادة) المسؤولة عن إزالة التوتر .


في الختام نشير إلى أن البعض يخلطون بين الجمباز، وتدريبات الشارع ، وبين تمارين الرياضة التجميلية ، ولكن لكل شكل تدريبي منهم ما يميزه عن الباقي .
أحدث أقدم